القراءة الخاطئة للواقع زادت الامور ضبابية وخلطت الحابل بالنابل وعملت على تقزيم المأزق الوطني الى درجة فقدنا فيها القدرة على الاتزان ..
جثث هناك ..واخرى هنا معلقة على شجرة ..وغدا ربما في اكياس القمامة !!
كانت هذه الاخبار تأتينا في شريط الاخبار عن نزاعات الكونغو الديموقراطية واحيانا عن دارفور ..
اصبحت تأتينا اليوم من الجنوب ..من داخل مجتمعنا ..وسيغدو امراً روتينياً ان نسمع عن جثث هنا وهناك ..وكأننا وصلنا الى زقاق مسدودة ولم يعد بالامكان سوى لغة الاغتيالات واللعب على اوتار الهوية التي قد يسهل اشعالها في البداية لكنها لن تنتهي بتلك البساطة ..
فلهذه اللعبة قواعدها المعقدة وستصبح جزءً من الحياة اليومية وسيكولوجية المواطن اليمني ..
وانا لست بصدد توجيه اصابع الاتهام لاحد طالما وان الطرفين - اي الحراك والسلطة - مؤهلين نفسياً واجتماعياً للقيام بهذا الفعل وهما ينتظران بلا شك ذلك اليوم بتلهف حين يفتح الباب على مصراعيه للصدام المسلح !!
فثقافة كليهما لاتتقن الا التعبئة للعب هذا الدور يوماً ما ..واصرار قادة الخارج على مسألة الحراك السلمي ليس الا لذر الرماد في العيون وهو فقط لغرض التقاط الانفاس في مرحلة معينة ولاستفزاز السلطة التي لن تتردد في الدخول في هذه اللعبة ..لانها جزء من اوراقها التي تعدها سلفاً في وجه اي اجندة معارضة !
وانا من هنا لا املك الا ان ابارك لهما بان يوم حصادكما قد حان .. وها قد وصلنا لمرحلة ( من طاقة الى طاقة ) كما تنبأتم ..وهي لم تكن يوماً نبوءة مثلما كانت تكتيكا لابد منه في يوم ما .. فالف الف مبروك .. بامكانكم البدء الان !!!
همسة :
اصبحت وغيري على يقين بان الحراكين الجنوبي والسلطوي قد وصلا الى مرحلة تقاطع الاهداف مع بعضها وعلى وشك استخدام نفس الادوات ..فعلى قدر قذارة اللعبة يكون مستوى التفاهم وامكانية تناغم المواقف بين كلا الحراكين !!
وتتضح هذه الرؤية في هلع الحراكيين الجنوبيين منهم والشماليين من ايجاد افق لحل الازمة ..
الجنوبيون باتوا مصابين بفوبيا الوحدة التي لا يمكن ايجاد اي تسوية تحت جلبابها ..والشماليون (السلطويون) يعانون من حساسية مفرطة تجاه الشراكة والتقاسم العادل مع الغير وهذا مايزيد فرضيتي بانهما على توافق تام اشبه مايكون بين عروسين شابين في ليلة دخلتهما على فض بكارة الامل في انقاذ البلد ..
محبتي